الموسم والتبوريدة: تراث مغربي أصيل
ُتعد المواسم الشعبية في المغرب من أبرز التقاليد التي تعكس روح التضامن والارتباط بالجذور. هذه المواسم ليست فقط تجمعات دينية أو اجتماعية، بل فضاءات للاحتفال بالتراث المحلي وإحياء الفنون الشعبية، وعلى رأسها التبوريدة.
ما هو الموسم؟
الموسم في المغرب هو لقاء سنوي يُقام في قرية أو مدينة، غالباً مرتبط بزاوية دينية أو مناسبة اجتماعية أو فلاحية. يجتمع فيه الناس من مختلف المناطق لتجديد الروابط العائلية والقبلية، ممارسة التجارة، تبادل الثقافات، والاحتفال بالفنون التقليدية.
التبوريدة: فن الفروسية المغربية
التبوريدة، أو ما يُعرف بـ "الفانتازيا"، هي استعراض فروسية جماعي يُجسد علاقة المغربي بالحصان، ويرمز للشجاعة والبطولة.
يتكوّن العرض من سربة تضم فرساناً مصطفين على صهوات خيولهم.
ينطلقون في خط مستقيم بسرعة عالية، ثم يطلقون رصاصة موحدة في لحظة واحدة.
الهدف هو إظهار الانسجام بين الفارس والحصان والدقة في التنسيق الجماعي.
رمزية التبوريدة
التراث والهوية: تعبير عن الأصالة المغربية المتجذرة في حياة القبائل.
الروح الجماعية: نجاح الطلقة الجماعية يرمز إلى الوحدة والتآزر.
الجانب الروحي: كثير من المواسم ترتبط بأضرحة الأولياء، فيكون للتبوريدة بُعد احتفالي وديني معاً.
البعد الاقتصادي والسياحي
المواسم والتبوريدة ليست مجرد احتفال، بل أصبحت فضاءً لتنشيط الاقتصاد المحلي:
انتعاش الأسواق التقليدية.
جلب السياح من داخل وخارج المغرب.
تشجيع الصناعات التقليدية (الجلد، السروج، اللباس التقليدي).
الحفاظ على التراث
أدرجت التبوريدة سنة 2021 في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، اعترافاً بقيمتها الفنية والتاريخية. واليوم، تُقام مسابقات رسمية للفروسية التقليدية بإشراف الجامعة الملكية المغربية للفروسية، لضمان استمرارها وتطويرها.
الموسم والتبوريدة.. عندما يلتقي التراث بالاحتفال
تُعتبر المواسم الشعبية في المغرب واحدة من أهم التظاهرات الاجتماعية والثقافية التي تجمع بين البعد الديني، الاقتصادي والفني. ومن أبرز ما يميز هذه المواسم هو فن التبوريدة أو ما يعرف بـ “الفانتازيا”، الذي أصبح رمزاً للأصالة المغربية وللعلاقة العريقة بين الإنسان والحصان.
الموسم: أكثر من احتفال
الموسم هو موعد سنوي تحتضنه القرى والحواضر المغربية، غالباً يكون مرتبطاً بولي صالح أو مناسبة فلاحية أو اجتماعية. هذه اللقاءات الشعبية تتحول إلى فضاء للتعارف بين القبائل، تجديد الروابط الأسرية، عرض المنتوجات المحلية، وتبادل الخبرات. كما تساهم المواسم في تنشيط الأسواق التقليدية وجذب آلاف الزوار.
التبوريدة: عرض الفروسية الجماعية
داخل أجواء الموسم، تتألق التبوريدة كأحد أهم الطقوس الاحتفالية.
يتشكل العرض من فرسان يمتطون خيولاً مزينة بالسروج التقليدية.
ينطلقون في صف واحد بسرعة كبيرة.
وفي لحظة متزامنة، يطلقون العنان لطلقات البارود في انسجام يثير إعجاب الحاضرين.
هذا المشهد لا يعكس فقط مهارة الفارس، بل يرمز إلى التلاحم والوحدة التي طالما ميزت المجتمع المغربي.
رمزية التبوريدة
التبوريدة ليست مجرد عرض فني، بل تحمل دلالات متعددة:
تاريخية: تعود جذورها إلى تدريبات عسكرية قديمة كانت تهدف لإعداد الفرسان للمعارك.
ثقافية: تجسد علاقة المغاربة العميقة بالحصان والفروسية.
اجتماعية: تعزز الروابط بين القبائل والعائلات المشاركة.
البعد الاقتصادي والسياحي
أضحت المواسم التي تحتضن التبوريدة مورداً اقتصادياً مهماً للمنطقة:
إنعاش التجارة المحلية.
تسويق الصناعات التقليدية مثل صناعة السروج والجلود.
جذب السياحة الداخلية والخارجية.
اعتراف عالمي
في سنة 2021، أدرجت منظمة اليونسكو فن التبوريدة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، في اعتراف بقيمتها التاريخية والفنية. واليوم، تُقام بطولات رسمية وطنية ودولية بإشراف الجامعة الملكية المغربية للفروسية، مما يساهم في تطوير هذا الفن والحفاظ على استمراريته.
إرسال تعليق